من بين أنامله تنساب النغمات فتهز الأعطاف، ويسرى عبرها الهوى والسرور ممتزجا بالألم والشجن. يعزف على الجيتار ألحانا تحملنا على أطراف الجمال حتى نكاد نلامس النجوم.. وكأن الأوتار تحت يديه تطوّع الموسيقى فيذوب اللحن مع العازف وتذوب الآلة فى النغمة، لينصهر الجميع فى حالة موسيقية تخلب الأذهان وتأسر النفوس.
إنه عازف الجيتار العربي والمؤلف الموسيقى وسام الحمود، المُقيم في السويد،
وعن نشأته ينحدروسام من عائلة فنية عريقة
درس الموسيقا في مصر
لماذا كان شغفك بالجيتار تحديدا دون غيره من الآلات الموسيقية؟
الجيتار الكلاسيكى آلة ذات روح نبيلة وذات قدرات هارمونية متكاملة على حد وصف المؤلف العالمى مانويل دى فايا. قد انجذبت للجيتار تحديدا، وربما اكثر من البيانو بسبب طابع الجيتار السحرى والشخصى جدا بل والمثير للفكر بسبب اتزانه، ويمس الوجدان لثراء ألوانه، كما أن قدرته الفذة على التعبير عن لوحة واسعة من المشاعر الإنسانية جعلت بينى وبين الجيتار تناغما فى الفكر والإبداع. ولكن أحب أيضا البيانو والذى استخدمه فى التحليل والتأليف. ولكن للأسف كان على الاختيار بين الآلتين للوصول لمستوى الاحتراف لاستحالة التخصص فى أكثر من آلة.
وللعلم، فقد كان المحرك والمشجع لى فى كل خطواتى واختياراتى هو حلم كبير أن يكون لوطنى مكان وسط فطاحل العلوم الموسيقية، وكانت وسيلتى فى ذلك هو الجيتار الكلاسيكي. فأنا أؤمن أن الموسيقا قادرة بمبدعيها الحقيقيين والمستعدين لبذل التضحيات اللازمة للوصول لأحلامهم النبيلة إيمانى الشديد أن العلم هو أهم قيمة وبالتالى لم أتوقف عن طرق كل ما هو ممكن من أبواب لتلقى علوم الموسيقي.
واضح من الموسيقى التى تقدمها أنك مفتون بالموسيقى الغربية.. فهل يرجع ذلك لكون الجيتار آلة غربية فى الأساس؟
ربما يرجع ذلك إلى ماهية و مهام عملى ككونسرتيست الجوهرية. فالكونسرتيست الكلاسيكي، هو فنان عازف منفرد يقدم حفلة حية تتألف من أعمال عالمية متزنة يقوم هو بإعادة صياغتها فنيا ودراسة جميع دوافع وميكانيزمات هذه الأعمال وتحليلها إنشائيا وهارمونيا ليقوم ببناء رؤية تقف على فلسفة واضحة. وبالتالى إيجاد حلول تقنية لتقديم هذه الأعمال فى حفلة حية. ولتقريب الصورة فالكونسرتيست المحترف هو من يقوم بدور المخرج والممثل المسرحى معا. من هذا المنطلق انحزت (إن صح التعبير) للموسيقى العالمية والتى لا تقتصر على الغربية، ففى بلدي مثلا هناك مؤلفون ذوو معيار عالمي.
لكننى لا أنحاز للموسيقى الغربية دون غيرها من الفنون، فأنا أؤمن أنه عند مستوى ما من التعمق العلمى فى الفنون الموسيقية يصل الانسان إلى فكر تجريدي، تصبح معه العلوم والفنون بشتى مجالاتها مصدرا للتأثر والفضول بل وأيضا الإلهام والإيحاء. فأنا أحب الفنون التشكيلية والسينمائية، وأعشق الفلسفة . باختصار كل ما يمكن أن يصيبنى بشعلة من الدهشة والفضول أقوم بمحاولة استيعابه.
ما هى المقطوعات التى تعشق عزفها؟ ومن هو جمهورك؟ هواة، ذوو خبرة أو محترفون؟
جمهورى لا يُعرف له جنسية ولا نوع ولا سن، ففى حفلة واحدة أجد عائلة من الدنمارك، وأخرى من اليابان، وأخرى من شيلى وأخرى من سوريا.. وهذا أجمل ما فى الموسيقى الكلاسيكية العالمية وبالأخص الجيتار الكلاسيكي. والمقطوعات التى أنحاز لتقديمها هى التى تستطيع أن تكون مادة خصبة لأن أقوم بعملى ككونسرتيست، أى أعمال ذات أبعاد إنشائية متماسكة ومنطق هارمونى ثري.
إرسال تعليق