0

 

ليلى الآراميَّة
هبَّ نسيمٌ عليل
حمل معهُ كلَّ ريحٍ وصوتٍ جميل
هاقد وُولِدَ يومٌ جديد
هاهيَ أسرابُ الطُّيور
تُنشِدُ لحنها المحبوب
وهاهيَ شمسُ الأحلام
قد أشرقت ومَحَت الغمام
وهاهيَ الجميلةُ قد أقبلت بابتسام.. 
بعيونٍ مُتَّقدَةٍ بالعزيمة 
ورموشٍ مُسْوَدةٍ كثيفة 
تُحيطُ بمآقٍ بل جبال
مملوءَةٍ بالقوَّةِ والثَّبات 
وليلُ السَّمر منسَدِلٌ على الأكتاف 
يحكي حِكاية بل حَكايا عنِ الأمجاد 
إليها كالمسحورِ مشيتُ 
وحادثتها بقلبي وأفصحتُ 
ووقفتُ بعدها أنتظِرُ الجواب 
فأجابَت بما حيَّرَ الألباب 
تحدَّثَت بلغةٍ لم أعرفها 
ونطقَت بحروفٍ من قبلُ لَم ألفظها 
وقالَت بَعدَها والبسمة تُزَيينُ ثغرها
أفهمتني؟! 
قُلتُ ما دُمتي قد نَطَقْتِ بالعربيَّة 
فلما تُصعِّبينَ القضيِّة 
قالَت أنا آراميّة أَنْطِقُ بالسِّريانيّة 
إن أَرَدْتَ الوِصَال 
فافهم لُغَةَ الأجداد 
وَ زُر مَهْدَ التَّاريخ 
وتعلَّم عن كُلِّ قديمٍ و فريد 
..... 
أفما اسمُكِ يا ساحرةَ العينين 
أجيبي من تكونين؟ 
قالَت أسموني جبعدين البهيّة 
قلتُ بل قولي ليلى الآراميّة 
فلو رآكِ قيسُ لما فُتِنَ بالعامريّة 
ابتسمَت بخجل.. وعلى وجنتيها الفجرُ قد طَلَع 
وتباهى بِحُمرَتِهِ إذ على قمحها قَد بَزَغ 
ومرَّت بنا الفصول والدُّهور 
كانَت فاتنةََ كما الوَردَة في الرَّبيع 
وناعمةََ كما السَّلام إن زارنا الصَّيف 
وحزينةََ كما المُغتَرِبُ في الخريف 
وفي الشّتاء ألبستها ثَوبَ الزَّفاف 
لأجلها أتقنتُ السِّريانيّة 
وعشتُ في كهوفها وجبالها العَتيّة 
ونَظَمْتُ لَها من حُروفي لآلئاََ قرمزيّة 
لِتُزَيينَ الجِيْدَ وتكون لها أحلى هديَّة
بقلم سدرا عمار بكر

إرسال تعليق

 
الى الاعلى