0

 



شرقت شمسُ الصّباح

وداعبت بوهجها كلَّ الحواس

لترفعَ الستار عن مرايا سُميَت عيون

ننظر بها إلى هذا العالم المجهول

أينَ نحن؟؟!

أستيقظ فجأة لأرى العالمَ قد تغيَّرَ بلحظة

أينَ الأطفال؟!

وأينَ هيَ ضحكاتهم الحرّة

وأينَ هيَ ألعابهم الكُبرى

أين الطّباشير التي اعتادوا الرَّسمَ بها على الطرقات

وأينَ هيَ كراتهم وحبالهم و الدّراجات

أوَ هل اختفت الطُّفولة؟

أم انقرضَ الأطفال؟

بحثتُ عنهم مطوَّلاََ.. فوجدتهم بصدمةٍ أمامَ الشَّاشات

يضغطونَ زرَّاََ وأزرار

ويفرحونَ إن فازوا بسباق الطُّرقات

أينَ السّباق؟!

دونَ حركةٍ أو نشاط

ودونَ جريٍ وابتسامة نقاء

أو يرتدونَ كالفتيات ويسلخونَ عن جلدهم معنى الأطفال

خفتُ وهربتُ وعنِ الصَّغيراتِ بحثتُ

عن صاحبةِ الضفائر البريئة

وعن أمِّ اللعبة الصَّغيرة

عن تلكَ الجميلة التي كانت تهدهد لعبتها كلَّ مساء

وتطهو لها منَ الطِّينِ أشهى الأكلات

لتملأ ثيابها.. بالأوساخ؟..لا.. بل بأثرِ الطّفولة و وهجها الوضَّاء

وبعدَ جريٍ طويل وبحثٍ عميق وجدتها

وياليتني لم أفعل...

رأيتها وقد بدأت التَّسجيل

وأمامَ الكاميرا تلوِّنُ وجهها بكلِّ لونٍ عجيب

وتضحك بصوتٍ غير بريء

وتنطق من فمها الصَّغير

كلَّ نميمةٍ وانتقادٍ ولفظٍ غريب

أينَ هيَ الطِّفلةُ الصَّغيرة

ومن حلَّ ضفائرها الجميلة

من جرَّدها من ثوبِ البراءة

وألبسها عباءة التّفاهة

كيف حكمتنا التَّطبيقات

ومتى أصبحنا لها عبيداََ وجاريات؟

تلكَ التَّطبيقاتُ التي ووجدت لتنفعنا

لما يا تراها الآنَ تحكمنا

وتغيّرنا وتبدِّلنا

لتنزعنا من جلودنا

وتكسونا بأرقامها

لتلبسنا كل ما هوَ مُصطنع

وتغسل عقولنا بكلِّ تافهٍ ومُبتذل

حتّى حولتنا لمسوخٍ وأشباه بشر

حتّى أبعدتنا عن فطرتنا الأولى

وجعلَت عقولنا واللهِ مغسولة

ألقتنا على سرير الرَّغبات

وأطفأت من حولنا الأنوار

ودثَّرَتنا بهدوء كي نأمنَ ونرفضَ الاستيقاظ

ونتركها تقودنا بخنوعٍ و استسلام

إلى القمة؟.. بل إلى قعرِ الجحيم

فمتى سنصحو ونفتح النّوافذ

ومتى ستشرق علينا الشَّمسُ لتمحو كل الظّلام و الهواجس

وتعود فرحة الأطفال

وأصوات الضحكات

و ريحُ الرَّبيعِ حاملةََ معها كلَّ الأحلام

سدرا عمار بكر


إرسال تعليق

 
الى الاعلى