0

 

الساعة الثالثة بعد منتصف الليل
أغمضت عينيّ بعد ثلاث أيام من عدم قدرتي على النوم وأنا أرى أبي يتألم وجعاً أمام عينيّ
بعدما تركته وحيداً في احدى غرف العناية المشددة وبعد آخر قبلة على جبينه وبعدما رددتُ أمام أذنه وأنا واضعة يدي على خده
قائلةً أبي تحمّل قليلا بعد لأجلنا
قال جملته الاخيرة إننا نودع بعضنا يا ابنتي
عدت للمنزل وأغمضت عيني متعبة ومرهقة
وانا متأملة ومتفائلة أن أبي غدا سيتحسن
وأنني عند الساعة الحادية والعشر سأذهب لزيارته
….صمتٌ حالك
رن الهاتف
رقم غريب!!!
الساعة 2.40 بعد منتصفِ الليل
مَنْ!!
مِنَ المشفى
أخبروني أن قلب أبي قد توقف وهم في جدال لإبقائه على قيد الحياة لأنني ترجيتهم أن أبي أغلى ما أملك عندما غادرته
رغم كل شي إلا أنني كنت اتمسك بأملٍ مجهول
مرددة أبي لن يتركنا أبي لن يتخلى عنا
وصلنا المشفى ونحن نلهث
أين أبي أين هو
ناداني الطبيب وأنا أبحث في عينه عن كلمة واحدة أُطمئنُ بها فؤادي
قال أن قلبه توقف وحاولوا جاهدين لكنه فارق الحياة
العمرُ لكم…
شعرت بلحظتها أن الحياة بثقلها كلها توقفت على عاتقي
وأنني غير قادرة على التنفس
كبرت مية عام في لحظة واحدة
أُمي تنتظر مني أن أُترجم لها ماقال لي الطبيب
كيف أخبرها أنّ صديقها غادر الحياة كيف أخبرها أن أبي رحل
لم أقل شيئاً...
لكن دموعي ترجمت ما لم يكن بوسعِ الكلمات ترجمته ….
مضت أربعون ليلة يا أبي ونحن نرجوا من الدنيا أن يكون كلّ هذا عبارة عن كذبة
أربعون ليلة ونحن ننتظر أن يُدَقَّ الباب وتكونَ أنت الطارق
أربعون يوم أنا أتأمل أن أراك واقفاً وأنت بحلتك الجميلة التي اعتدنا أن نراك فيها
الأيامُ تمر ومرُّ فِراقك لا يمر يا سَيد الرجال…
لا قبلك حدا ولا بعدك حدا بافي شهباز
23.06.2024

هيفيدار سامي بركل قرية قينطرة مواليد ١٥-٥-٢٠٠٠
درست الابتدائية في مدرسة المحدثة والاعدادية في مدرسة الخنساء.
شاركت بعدة كتب (أقلام زرقاء - مدينة بلون الحب - وقصة وطن)

إرسال تعليق

 
الى الاعلى